إعادة التفكير في أرقام إنتاج الحليب العالمية: نظرة نقدية

في رأيي، الوضع مع إنتاج الحليب في الهند، باكستان، وكذلك في آسيا، جنوب شرق آسيا، ومنطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي مبالغ فيه إلى حد كبير. المشكلة الرئيسية هي أن حصة كبيرة من الأحجام المبلغ عنها — تتراوح من 20 إلى 50% — تأتي من القطاع غير الرسمي، الذي لا يمكن قياسه بدقة.
تأكيد غير مباشر لهذا هو حقيقة أن الهند، على الرغم من إعلانها عن أحجام إنتاج قياسية، لا تصدر فعلياً شيئًا. علاوة على ذلك، تستورد الدولة حتى منتجات الألبان من أسواق أخرى.
في هذا السياق، تبدو الوضعية في البلدان المتقدمة أكثر شفافية. في الاتحاد الأوروبي، نرى انخفاضًا في الإنتاج؛ في الولايات المتحدة، نمو مستقر؛ بينما في نيوزيلندا، الديناميكيات مختلطة. من ناحية، الإنتاج في ارتفاع، لكن من ناحية أخرى، هناك تحديات تسويقية واضحة. ويرجع ذلك إلى أن جزءًا كبيرًا من حليب نيوزيلندا يُشحن إلى الصين، حيث تشكلت فائض في العرض، مما قلل من الرغبة في استيراد المزيد.
يكمن الفرق الرئيسي في القابلية للتسويق. في البلدان المتقدمة، يتجاوز هذا المؤشر 90% وفي بعض الحالات يصل إلى 100%. يمكن الوثوق بمثل هذه الإحصاءات. بينما في البلدان التي تبقى فيها القابلية للتسويق حوالي 50% أو قليلاً أكثر، تثير البيانات المبلغ عنها شكوكاً جدية.
لذلك، في رأيي، بينما صناعة الألبان في الهند تنمو بالفعل وتنتج كميات كبيرة، فإن الأرقام المعلنة رسمياً مبالغ فيها بوضوح وقد تكون في الواقع أقل بكثير.