زيادة إنتاج دهن الحليب في الولايات المتحدة تخلق تحديات لإمدادات البروتين في صناعة الألبان
يشهد سوق الألبان في الولايات المتحدة حاليًا تحولًا كبيرًا نتيجة لزيادة غير مسبوقة في إنتاج دهن الحليب. أدى هذا الارتفاع إلى اختلال خطير في نسبة البروتين إلى الدهون (P:F)، وهي نسبة حاسمة لإنتاج منتجات الألبان عالية الجودة. خلال العقد الماضي، زاد محتوى دهن الحليب بمعدل ضعف سرعة البروتين، مما أدى إلى تحديات لصانعي الجبن الذين يحتاجون إلى نسبة P:F مثالية للإنتاج.
انخفضت نسبة P:F الحالية من نطاقها التاريخي البالغ 0.82–0.84 إلى حوالي 0.77، مما يتناقض مع النسب الأكثر استقرارًا التي تُلاحظ في مناطق التصدير الرئيسية للألبان مثل الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا. وقد خلق هذا الاختلال عقبات في التصنيع، خاصةً لمنتجي الجبن الشيدر والجبن الأمريكي، حيث تؤثر نسبة الدهون العالية سلبًا على جودة الجبن وعائدات الإنتاج.
لمعالجة هذه التحديات، يلجأ صانعو الجبن بشكل متزايد إلى توحيد معايير الحليب عن طريق إضافة مصادر بروتين خارجية أو إزالة الدهون الزائدة. يُعزى السبب الجذري لهذا التحول إلى هيكليات تسعير المكونات المتعددة التي فضلت تاريخيًا إنتاج دهن الحليب على حساب البروتين.
استجاب مزارعو الألبان لهذه الإشارات السوقية باستخدام استراتيجيات جينية مستهدفة للحيوانات واستراتيجيات تغذية متقدمة لزيادة مستويات دهن الحليب. ومع ذلك، يقترح خبراء الصناعة الآن أن آليات تسعير جديدة، مثل تسعير عائد الجبن، قد تكون ضرورية لتشجيع نسبة P:F أكثر توازنًا تتماشى مع احتياجات الصناعة.
بشكل عام، فإن هذه الطفرة في إنتاج دهن الحليب، رغم كونها تطورًا إيجابيًا من حيث الإنتاج، تتطلب تعديلات كبيرة في نهج صناعة الألبان في الولايات المتحدة لتحقيق توازن مكوناتها الرئيسية لكل من الاستهلاك المحلي والتصدير العالمي.


