إعادة التفكير في استراتيجيات مكافحة الديدان في الأبقار الحلوب في ضوء الأبحاث الناشئة
تتغير النصائح البيطرية مع تحدي الأبحاث الجديدة للنهج التقليدي في مكافحة الديدان في الأبقار الحلوب. كان يُعتبر إعطاء الجرعات الروتينية للأبقار البالغة خلال فترة الإيواء ممارسة شائعة لإدارة أعباء الديدان. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن مستويات الديدان يمكن أن تتفاوت بشكل كبير بين المزارع والسنوات، مما يدفع الخبراء مثل كياران ميليت من شركة سميث وفولي للأطباء البيطريين إلى اقتراح نهج يعتمد على الأدلة بشكل أكبر.
الطفيلي الرئيسي الذي يثير القلق، أوستيرتاجيا أوستيرتاجي، لا يشكل دائمًا تهديدًا للأبقار البالغة، والتي غالبًا ما تكون قد طورت مناعة. كما يوضح ميليت، فإن العلاج غير الضروري لا يهدر الموارد فحسب، بل يمكن أن يساهم أيضًا في تطوير مقاومة الأدوية وتأثيرات بيئية بسبب بقايا المواد الكيميائية. لذلك، يُشجع المزارعون على استخدام الأدوات التشخيصية مثل اختبارات ELISA للحليب المجمع. تقيس هذه الاختبارات الأجسام المضادة في الحليب وتوفر مؤشرًا أوضح للتعرض للديدان خلال مواسم الرعي ويمكن أن توجه قرارات العلاج المستهدفة.
تقدم برامج الاختبار المنظم، مثل تلك التي تنفذها شركة سميث وفولي للأطباء البيطريين، تقييمات تشخيصية شهرية خلال فترات الرعي القصوى. يتيح هذا النهج للمزارعين اكتشاف ومعالجة نشاط الديدان المتزايد على الفور. من خلال تخصيص العلاجات بناءً على الحاجة الفعلية، يمكن للمزارعين تقليل التكاليف والحفاظ على فعالية الأدوية المتاحة مثل إبرينومكتين، الذي لا يتطلب فترة انسحاب من الحليب.
تتزايد المخاوف بشأن مقاومة الأدوية، مع رسم مقارنات مع المشكلات التي لوحظت بالفعل في قطعان الأغنام. بدأت صناعة الأبقار في رؤية علامات تحذير مماثلة، مما يؤكد على أهمية الإدارة المستدامة للطفيليات. يشمل ذلك الحفاظ على المناطق المرجعية، واستخدام التشخيصات قبل العلاج، وتدوير المنتجات فقط عند الضرورة.
يؤكد ميليت على أهمية اتخاذ قرارات العلاج بناءً على الأدلة بدلاً من الروتين. من خلال طرح أسئلة محددة حول حالة القطيع واستخدام نتائج التشخيص، يمكن للمزارعين ضمان أن العلاجات ضرورية وفعالة. لا يفيد هذا النهج الاستراتيجي صحة الأبقار فحسب، بل يضمن أيضًا الاستدامة الطويلة الأجل لإجراءات مكافحة الديدان.


