سياسة الأبقار في الهند: لماذا يعتبر الوصول إلى الألبان الأمريكية حرب تجارة بقيمة 8 مليارات دولار

وصلت المواجهة التجارية بين الهند والولايات المتحدة بشأن سوق الألبان إلى نقطة حرجة، حيث تقاوم الهند مطالب الولايات المتحدة بفتح سوقها للألبان لحماية 80 مليون مزارع صغير. يتأصل هذا النزاع في القيم الثقافية والاقتصادية، حيث تحظى سلالات الأبقار المحلية بأهمية كبيرة في نمط الحياة الهندي. تنتج هذه السلالات بروتين حليب بيتا كازين A2، مما يوفر ميزة نوعية نظرًا لهضمها الأسهل وتكوينها الغني بالعناصر الحيوية الذي يتضمن 6 فيتامينات و8 بروتينات و25 معدن وكاروتين.
يعتمد المزارعون الهنود في الغالب على اثنين أو ثلاثة من الأبقار، ولا يمكنهم المنافسة مع الشركات الزراعية الأمريكية المدعومة بشكل كبير. ويعتبر نموذج التعاونيات أمول مثالًا ناجحًا على تمكين المجتمعات الريفية، مما يضمن حصة عادلة من أسعار المستهلكين للمزارعين الصغار، وهي أعلى بشكل ملحوظ مما هو في الاقتصادات الغربية. كما تأخذ المقاومة في الاعتبار المخاطر الصحية العامة المرتبطة باستخدام هرمونات النمو والكائنات المعدلة وراثيًا في إنتاج الألبان الأمريكية، وكلاهما محظور في الهند.
لا تتعلق السياسة الحمائية للهند بالمزايا الاقتصادية فحسب، بل أيضًا بالأهمية الثقافية والنفسية للبقرة، التي تؤثر على السياسات المناهضة لذبحها وتعتبر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية. ومع ضغط الولايات المتحدة للوصول إلى السوق، يركز اهتمام الهند على النظام الاقتصادي الكامل للمنتجات القائمة على الأبقار، مثل البانشاجافيا، مما يعزز موقفها في هذا النزاع التجاري الدولي البالغ قيمته 8 مليارات دولار.
بشكل عام، تؤكد هذه الحرب التجارية على العوامل الثقافية والاقتصادية العميقة التي تلعب دورًا في سياسات الألبان العالمية، حيث تقف الهند بثبات على سياساتها المتعلقة بالأبقار لحماية سلالاتها المحلية واقتصاداتها الريفية.